قد يظن البعض حين نتحدث عن مشكلة التفاهة
وانتشارها وشعبيتها أن ضررها محصورٌ في تضييع الأوقات فقط، ورغم أن كلمة
"فقط" لا يمكن أن تناسب الحديث عن أزمة كبرى كإضاعة العمر الذي هو
فرصتنا الوحيدة فيما لا يرضي الله؛ فإن مشكلة التفاهة تتعدى الأوقات الضائعة فيها
حتماً.
إن المرء الذي يسلم نفسه لمحتوىً تافه إما
ليتسلى أو يضحك منه فإنه في الحقيقة يفتح بوابات قلبه وفكره لهذا المحتوى، ويسمح
له بإدخال ما يريد من سموم وشبهات وشكوكٍ واستهزاء بالمقدسات وتنحية للدين
واستخفاف بالمعاصي وتشويه لصورة المتدينين وتعظيم للغرب والانهزام أمامه وغيرها من
المصائب التي تمر دون حساب ولا يحصد المرء عواقبها إلا لاحقاً وقد استوطنت قلبه
وبدأت أعراض أوبئتها بالظهور..
من هذا المنطلق قامت جمعية منار الثقافة بعقد
دورة بعنوان " مشكلة التفاهة وأثرها على الجيل " لمجموعة من شباب المنطقة ، قام بتقديمها المدرب م. محمد
السلال .
وتحدثت الدورة عن الآثار السلبية لمشكلة التفاهة علىىالفرد والمجتمع من النواحي الدينية والثقافية والاجتماعية ، كما وتم الكلام عن أبرز أسباب تأثر الشباب بهذه الموجة والعوامل الخارجية والداخلية التي تساهم في تشكل هذه الحالة عند الفرد وانعكاس ذلك على المجتمعوككل.
كما وتم عرض مقترحات وقائية وعلاجية للخروج
من هذه المشكلة وتمت مناقشتها مع المشاركين ، واختتمت الدورة بتوزيع خطة لقراءة 30
كتاباً كخطوة عملية مبدئية ليعزم الشباب على ملئ أوقاتهم بما فيه النفع والخير .
