"تحميل..."
2023/01/16 12:30

في ذكرى فتح بيت المقدس

في ذكرى فتح بيت المقدس من قبل القائد صلاح الدين الأيوبي ، نشرت جمعية منار الثقافة مقطعاً تثقيفياً تحدث عن هذه المناسبة العزيزة على قلب كل مسلم .

ففي الثاني من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 1187م، استطاع السلطان صلاح الدين الأيوبي تحرير بيت المقدس ومسجده الأقصى من احتلال الصليبين الذي مكث جاثماً على صدر بيت المقدس 88 عاماً.

 

وقد كان السلطان الكردي الأصل قد جعل قضية بيت المقدس ومسجده الأقصى على رأس أولوياته، وصمم ألا يلقى ربه إلا بعد أن يحرره ويرده عزيزاً للمسلمين.

 

 فلم يدخر هذا القائد العظيم أي وسيلة لجمع شمل الأمة إلا وسلكها، ولم يعرف طريقة لزرع حب بيت المقدس في نفوس المسلمين إلا وطبقها. لذلك، وعندما شعر صلاح الدين أن نقطة الصفر للتحرير قد أزفت ، وجه نداءه إلى جموع المسلمين كي يلتقوا في دمشق، حتى يبدأ الخطوة الأولى نحو التحرير الفعلي لبيت المقدس.

 

 لقد وصلت رسالة صلاح الدين وفهمتها جموع المسلمين من عرب ومن كرد ومن أتراك وغيرهم من بلاد المغرب و المشرق. فتجمعوا في شهر آذار/مارس في دمشق وانطلقوا منها تحت راية واحدة وهدف واحد.

نجح صلاح الدين في توحيد أولويات المسلمين ، واستطاع ترويض أولئك الذين رفضوا الوحدة ، فلم يكن لصلاح الدين أن يحقق النصر المؤزر على الصليبيين وهناك من هم خارج إطار الوحدة في الطرف الإسلامي .

كما نجح صلاح الدين في اختيار زمن المعركة الفاصلة ومكانها، واختار موقعاً استراتيجياً لجيشه ليعسكر فيه، فالزمن هو شهر تموز/يوليو حيث تكون درجات الحرارة في ذروتها في فلسطين، وأما المكان فهو حطين ، والتي لا تبعد كثيرا عن طبريا وبحيرتها.

التقى الجيشان وانتصر صلاح الدين وجيشه في معركة حطين 4/ تموز/1187م، وأنهوا بذلك قوة الصليبيين وقضوا على آمال من تبقى منهم في المحافظة على احتلالهم لبيت المقدس. ولم تمض الشهور الثلاثة اللاحقة إلا وجيش المسلمين على أسوار بيت المقدس، وما هي إلا أيام قليلة حتى استسلم الصليبيون المحاصرون وعاد بيت المقدس ومسجده الأقصى حرا عزيزاً شامخاً بأهله.

 

كم من الجميل أن نذكر أنفسنا ونذكر أبناءنا بهذه الذكرى، وأن نعلمهم أن النصر لا يأتي إلا بالقيادة السليمة والإعداد الجيد، وأن المتخاذلين الذين يتكررون في كل عصر وفي كل زمان لن يكونوا حجر عثرة إذا صدقت النية وتضافرت الجهود.